فجر منتخب باراجواي مفاجأة جديدة في بطولة كوبا أمريكا 2011 بعد أن أطاح بالبرازيل، حامل لقب آخر نسختين، من الدور ربع النهائي بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 2-0 بعد أن انتهى الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي.
وأكملت باراجواي الضلع الثالث في المربع الذهبي للبطولة لتلحق ببيرو وأوروجواي، وكلاهما أحرز مفاجأة بالإطاحة بكولومبيا والأرجنتين على الترتيب، حيث تترقب الفائز من مباراة تشيلي وفنزويلا لتحديد هوية الفريق الذي سيلاقيها على بطاقة النهائي.
وابتسم الحظ لأبناء باراجواي في ركلات الجزاء حيث احرزوا ركلتين من ثلاثة، في حين أهدرت البرازيل أربع ركلات متتالية دون أن تسجل اي منها.
وفرض منتخب السامبا سيطرة كاملة على مجريات الشوط الأول، وانقض هجوميا منذ انطلاق المباراة بحثا عن هدف مبكر لإنهاء المهمة سريعا، الا أن صلادة دفاع باراجواي حالت دون تهديد مرماهم.
وفي المقابل لجأ المنتخب الباراجوائي للتأمين الدفاعي، وتعطيل مفاتيح اللعب للسيليساو، وقد نجح في هذه المهمة بشكل كبير، وإن كان على حساب الناحية الهجومية، حيث غابت أي خطورة على مرمى جوليو سيزار الذي كان في نزهة طوال الشوط.
وكاد نيمار دا سيلفا أن يفتتح التسجيل (ق26) بعد أن تلقى كرة مشتتة من الدفاع الباراجوائي ثم سددها من الوضع طائرا لكنها علت العارضة بقليل.
ولاحت أخطر فرصة للبرازيل (ق32) حين مرر الجناح أندريه سانتوس كرة عرضية وسط دفاع مفكك لباراجواي لتصل الى القائد لوسيو على بعض خطوات من المرمى دون رقابة ولكنه سدد الكرة بقوة في جسد الحارس خوستو بيار الذي أنقذ شباكه من هدف مؤكد.
وعلى نفس المنوال، استهل حامل آخر لقبين للبطولة الشوط الثاني بنفس القوة، حيث أهدر نيمار فرصة التقدم (ق47) بعد ان انفرد بالمرمى وراوغ الحارس بيار وسدد في المرمى الخالي، الا أن الدفاع شتت الكرة من على خط المرمى.
بدأ المنتخب الباراجوائي مع مرور دقائق الشوط الثاني في الاعتماد على الهجمات المرتدة واستغلال سرعات نيلسون فالديز ولوكاس باريوس لخلخلة دفاع السامبا.
وسدد روبينيو قذيفة قوية (ق62) على حدود منطقة الجزاء حادت عن الشباك، وتلتها تسديدة قوية من جانسو أنقذها بيار ببراعة (ق66).
وامام عجز نيمار عن خرق دفاعات الخصم والوصول الى شباك بيار، اضطر المدرب مانو مينيزيس لاستبداله بورقته الرابحة فريد صاحب هدف التعادل القاتل امام باراجواي في الجولة الثانية من دور المجموعات.
وأضاع أليكساندر باتو أخطر ثلاث فرص للبرازيل في الشوط الثاني كان أولها حين انفرد بمرمى بيار لكنه سدد الكرة في جسده وعندما ارتدت إليه مرة أخرى لعبها برأسه بجوار القائم.
وفي الثانية سدد رأسية قوية كانت في طريقها للشباك لولا أن شتتها لاعب الوسط الباراجوائي إدجار باريتو برأسه من على خط المرمى، ثم عاود بيار التألق مجددا لينقذ تسديدة نجم إيه سي ميلان من امام مرماه.
ونجحت باراجواي في التصدي للهجوم البرازيلي حتى صافرة نهاية الوقت الأصلي ليبدأ المنتخبان شوطين اضافيين لمدة نصف ساعة، وهي ثالث مباراة في دور الثمانية تمتد لوقت إضافي بعد مباراتي كولومبيا وبيرو، والأرجنتين وأوروجواي.
ونشبت مشاحنات عنيفة بين لاعبي المنتخبين في الشوط الإضافي الأول امتدت الى اشتباكات بالأيدي، ما اضطر الحكم الى اشهار بطاقتين حمراوتين للبرازيلي لوكاس ليفا والباراجوائي أنطولين ألكاراز.
وكاد نيلسون فالديز أن يفاجأ الجميع باحراز هدف قاتل في الثواني الأخيرة للشوط الرابع بعد أن أطلق قذيفة ضلت الطريق الى شباك جوليو سيزار ومرت بجواره.
ووجد هجوم السامبا مشكلة عويصة بسبب العقم التهديفي وغياب اللاعب المخلص القادر على ترجمة الفرص العديدة التي اتيحت الى أهداف، في ظل الدفاع المحكم والمستميت لباراجواي، وهو ما أنهى الشوطين الثالث والرابع دون اهداف ويحتكم المنتخبان لركلات الحظ الترجيحية.
وتمثلت المفاجأة في عدم احراز لاعبي البرازيل لأي ركلة ترجيحية، حيث أهدر كل من إيلانو وأندريه سانتوس وفريد ثلاث كرات بتسجيلها بعيدا تماما عن المرمى، في حين تصدى بيار لركلة تياجو سيلفا.
ورغم أن باريتو أضاع الركلة الأولى لباراجواي، الا أن إستيجاريبيا وريفيروس نجحا في تسجيل ضربتين ليصعدا بمنتخب بلادهما لنصف النهائي.